اسباب كثيرة ادت بمجملها الى جعل محافظة الاهوار والسمك تستورد من محافظات اخرى ليصل بها الحال الى هذا الغلاء الفاحش والارتفاع غير المسبوق في اسعار مادتها الغذائية الرئيسة ..
ابو فلاح احد بائعي الاسماك في سوق اسماك العمارة ، رسم صورة لواقع الحال ، بالقول : "كل ما موجود من اسماك نستورده من محافظات اخرى او يتم استيراده من ايران عبر محافظات اخرى ، وهذا ما جعل سوق السمك يتأرجح بيد الموردين بحجة ارتفاع اسعار النقل واجور العمال وغيرها من الاعذار ، بينما لم يتبق شيء من السمك المحلي ، وان وجد فبنسبة قليلة جداً .. والسبب معروف جفاف الاهوار والشحة المائية ومنع اصحاب الاحواض والبحيرات الخاصة من تربية الاسماك".
المعالجات الحكومية تكاد تكون معدومة امام مشكلة الشحة المائية ، فلا سمك بدون ماء ولا تأهيل للثروة السمكية ما دامت نسب المياه غير كافية لأغمار مساحات من الاهوار وتوفير البيئة المناسبة لاستعادة ولو نسبة قليلة من الثروة التي كانت تتمتع بها المحافظ .
تصريحات الجهات الرسمية خجولة جداً امام كم هائل من الانتقادات وفقدان ستراتيجية النهوض بالواقع الانمائي للمحافظة ، ومعالجات لا ترقى الى ضخامة المعضلة .
معاون رئيس المهندسين في قسم الثروة السمكية في مديرية زراعة ميسان عباس سعيد طه ، بين في تصريح صحفي :" ان الثروة السمكية في المحافظة تواجه تحديات ، منها انخفاض مناسيب المياه هذه السنة وما نجم عنه من توقف مشاريع الأقفاص العائمة التي سبق أن تعرضت إلى الأضرار بسبب كمية المياه الزائدة عن الحاجة مما أدى إلى تكسرها".
وأضاف طه ، أن "عدم الالتزام بضوابط الصيد سبب آثاراً سلبية على موسم التكاثر ، اضافة إلى استخدام أساليب الصيد بالكهرباء والسموم والشباك الصغيرة".
عن هذا الموضوع يقول رعد وادي، احد صيادي السمك :" شكونا ممارسي اساليب الصيد الجائر مراراً وتكراراً ، ولكن لا وجود لمن يصغي للشكوى مما اضطر الكثير ، وان احدهم ، الى ترك حرفة الصيد والتوجه الى اعمال اخرى ".
واضاف متسائلا بحسرة :" هذا عندما كان الماء غمراً ، فكيف بانخفاض المناسيب".
المراقب للشأن الاقتصادي في المحافظة علي كريم، اكد :" ان ميسان بحاجة الى رسم سياسة متكاملة للحفاظ على ديمومة تنامي الثروة السمكية ، ولابد اولا من توفير الحماية وانشاء محميات لأمهات السمك ومراقبة طرق الصيد لأنشاء قاعدة للثروة .. قبل ضياعها وفوات الاوان"./انتهى س
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام