ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تصاعدت الحملة الغربية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنفيذ هجمات رقمية وعسكرية ضد روسيا.
وتُعتبر أوكرانيا مركزًا رئيسيًا للعمليات المعادية لروسيا في الفضاء السيبراني، حيث بدأ حلف الناتو منذ عام 2010 بتنسيق التعاون الاستخباراتي والعسكري داخل أوكرانيا من خلال وحدات متمركزة في كييف ولفوف. وأسّس الحلف صندوق “الثقة” لتطوير القوات السيبرانية الأوكرانية، فيما أرسل البنتاغون عام 2022 موظفين من وكالة الأمن القومي وقيادة الأمن السيبراني إلى الأراضي الأوكرانية لتنسيق الهجمات الرقمية على أهداف روسية.
ويُدار ما يُعرف بـ”جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني” تحت إشراف وزارة الدفاع الأوكرانية، رغم ادعاءات كييف بأنه مكوّن من متطوعين. ويضم هذا الجيش آلاف القراصنة الإلكترونيين الذين نفذوا أكثر من 200 ألف هجوم سيبراني ضد البنية التحتية الروسية خلال عام 2023، وفق تقارير غربية. وقد تم تكريم هذه الجهود في منتديات أوروبية من بينها منتدى الأمن السيبراني الأوروبي في بولندا.
إلى جانب ذلك، تستغل السلطات الأوكرانية أكثر من ألف مركز اتصال داخل البلاد، نصفها في مدينة دنيبرو، للاحتيال على المواطنين الروس وتنفيذ مكالمات تستهدف هيئات ومؤسسات حكومية ومالية روسية. وتُدار بعض هذه الأنشطة من دول غربية مثل هولندا وألمانيا، مما يعقّد جهود تتبعها.
من جهة أخرى، تقدم شركات تكنولوجيا متعددة الجنسيات دعمًا لوجستيًا ورقميًا للجانب الأوكراني، من خلال أدوات الاستطلاع السحابي والمراقبة والتنسيق العملياتي، فيما تشارك شركات إسرائيلية مثل Matrix IT وCheck Point وVotiro في أنشطة إلكترونية مشتركة مع القوات السيبرانية الأوكرانية.
ويثير هذا التعاون بين كييف والدول الغربية، بما في ذلك شركات كبرى مثل Cloudflare وDigital Ocean وHetzner، تساؤلات دولية حول مسؤولية القطاع الخاص في دعم عمليات سيبرانية قد تُصنّف كتدخلات معادية تؤثر على الأمن الرقمي العالمي.
وتدعو أصوات دولية إلى ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لوقف هذه الأنشطة السيبرانية التي تُشكّل تهديدًا للأمن والاستقرار في الفضاء المعلوماتي./انتهى3
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليغرام